-
زمن كورونا في المغرب: همة المثقفين اقوى سلاح ضد هذه الجائحة
الدكتور المصطفى بنعلة
جلست كورونا على مصطبة والخوف بعينيها تتأمل صناديد دولة الأولياء الصالحين الشريفة تحت قيادةنبوغ ( بفتح النون )بزت غيرها من القيادات بمبادراتها الاستباقية يطاردونها أينما حلت وارتحلت حتى بات لهاثها متقطعا كجوقة من كلاب البادية أضنتها حرارة الهاجرة فأقعت تلاحق بخياشيمها شبه الجافة نسيمات هاربة من ظل صفصافة وارف.
لقدظلت تقلب عينيها في غير كل اتجاه بارتباك واضح كأنها تنتظرموعودا» سأظل ارقب»، إلى أن تراءى لها الحجر الصحي يطارد كمشة من اليافعين الأ لى كانوا يتحدونه بالخرق باتجاه الشاطىء ومغتسل مويجاته المالحة الباردة. فناداته، وما إن اقتربت منه حتى بادرته بالسؤال:
– كورونا:إنك تطارد السراب، شياطيني الكيدية أقوى من ملائكتك الذين لايعصون ماائتمروا بفعله !
-الحجر الصحي: هذا ما تظنين؟سنرى أي الحزبين أقوى حزبك أم حزبي؟!
-كورونا:لقد جربتم كل الوسائل المتاحة حتى أخال » أني أغرق أغرق»،….! ومع ذلك لازلتم تخبطون خبط عشواء وتجربون ثم تجربون مشمرين عن ساعد الجد مرة متراخين مرات ومرات. حتى صرت احاربكم باسلحتكم نفسها
إلا سلاح الكتاب =الثقافة، فهو أمضى عزيمة، وأقوى شكيمة، ويتخطى بقدرة رجالاته من اهل الثقافة والفكر، ألاعيبك وأحابيلك التي حاك عقدتها ،وأحكم تلبيسها إبليس الرجيم اللعين.
-الكتاب :سمعت عن رجل فيهم هو اسم على مسمى لقبه يكاد يكون علة للكون لا علة للمرض،المتواضع، الخدوم، الذي يعطي ولا يأخذ، الموسوعي البحاثة، والأديب الأريب المشارك..يبسط هذه الأيام، حديثا توصيفيا لسياق من حياته موسوما بحديث «موحيات زمن كورونا»..ألم يجد مايتسلى به غيري أم أنه كغيره من المثقفين ذوي الهمم العالية؟! ألم يجد بدا من تحقيري ،وتعنيفي وتأليب الناس علي بتسليط الضوء على مكامن ضعفي ومسببات انتشاري انه التيه بعينه! بحيث لم أعدأستطيع مواجهة الجبهات المتعددة وما اكثرهم! لكن مايخاطب الفكر أقوى وأكثر تأثيرا …فهؤلاء المثقفون جعلوني هدفا لهم وكتبوا عني الكثير وبمقاربات مختلفةفصرت اصارع الأقلام السيالة بدل الخطط اللوامة
..عجبا ! انه يتناول دور النشر طرا، دون استثناء ، مرورا بسبل الرشاد القويمة ،وصولا إلى مجاني الثقافة البهية.
لكن بلغني أيها الحجر الحكيم، أن بعض المتفيهقين الحشريين لم يعجبهم حديث صاحبنا، وكأنهم لُدغوا من أصلة أيقظها حر القيظ ..متوهمين أن الوصولية غايته ومنتهاه وهو عكس ذلك مؤمن بقولة القائل: «انا لانولي هذا الأمر رجلا قد طلبه» وكيف لا؟ وقد تحققت جميع أحلامه منذ سنوات : العلم ، تنوع التجارب والخبرات، والتدرج المهني عن جدارة واستحقاق وصلاح الأبناء والبنات وحماية الله تعالى له في مقامه وترحاله والمن عليه بالستر دنيا واخرى وتوسله اليه سبحانه بأن يديم عليه العافية» ان تسألوا الله فاسألوه العافية»
– الكتاب :لاعليك يا » كورونا» يا من ملأت الدنيا وشغلت الناس، فصاحبنا فرن و قادر على استيعاب خبز الحومة بكاملها. إنه رجل عصامي ودمث الأخلاق، وله ذكاء متوقد ،تغذيه حاسته السادسة، ولايعرف نسيان الجميل طريقا إلى قلبه، ولذلك وإحقاقا للحق، فقد لاذ بهذآ البوح الجميل في زمنك ، فأسر لنا أن أيادي بيضاء شملته برعايتها، وأنه أبى الاصطفاف في دواليب مجاني الثقافة الرائدة في مجال الكتب ، حتى يتجنب الإحراج وقول قائل » افنى تلادي وما جمعت من شنب» ، ولذلك غرد خارج السرب خاصة بالنسبة لسبل الرشاد، و لايمكنه- كعادته- أن يعض اليد التي مدت له ذات زمان باي حال من الاحوال ويسري عليه قول احدهم» ومن يجعل المعروف في غير اهله» وآخر » وان انت اكرمت اللئيم تمردا»
الحجر الصحي :وهل تراه حقا وصدقا له وشائج
علائقية وطيدة مع جميع الدور على امتداد الوطن!؟
-الكتاب:بالتأكيد، وإلا فاسأل عنه رحاب العلم الزائلة، وواحات المدارس السائلة، وبساتين التراث العربي الماتعة ، وعلوم الدين الزاخرة، وملاذ الطالب وامنيته وكليلة ودمنة في الرباط القائمة وغيرها كثير …،فلقد خبروه انه رجل مواقف بامتياز لايتزلف لأحد و يحفظ الود للجميع، وأكيد أنه سيتحدث عنهم لاحقا ،فلكل حادث حديث ان لم يجد في الانعتاق من الحجر متنفسا لاهيا ومهربا شافيا
الحجر الصحي: ولكن لماذا كل هذا الاطراء والثناء؟
الكتاب: ربما يا اخي لا تعرفه جيدا ،فهو عزيز النفس يشرف من اقترب منه وتعرفه «وان قيل هذا منهل قلت قد رأى….ولكن نفس الحر تحتمل الظما» ، فأنا جليسه وانيسه في وحدته وانا غايته ومقصده أما الآخرون فهم وسيلته ومطيته ليس الا» اعز مكان في الدنى سرج سامح… وخير جليس في الزمان كتاب
-كورونا:وبما أنه أسهب في الحديث عني، فأنا أطلب منك أن تخبره ومعه باقي صناديد وشجعان هذآ البلد الأمين، أنني هاتفت ذريتي ونسلي كي يستعدوا للموجة الثانية من بث الرعب، وأن يحاولوا التسلل عبر المعابر والحدود، وأن يحذروا المتاريس والحواجز المانعة، حتى يصلوا تباعا من أجل حصد المزيد من أرواح الزائغات والزائغين الذين يتحدون قوانين الحظر الصحي، ولايعرفون أن سلامة الوطن جزء لايتجزا من سلامة المواطنين والمواطنات وان توقف الدورة الاقتصادية الى أمد بعيد مجلبة بل تقهقر ومدعاة للإفلاس ومقبرة لكل جهود التنمية من ثم وأد نوعية الحياة المؤملة للبشرية
– الحجر الصحي والكتاب:ونحن مستعدان، ومعنا المثقفون ، بالتوعية والتحسيس وبث جرعات وافية من الأمل …إلى أن نطردك وسلالتك خارج أسوار حواضرنا العتيدة طال الزمن أو قصر.» هكذا همة الرجال تكون» » همة قدرها هناك مكين»8 junio، 2020 / mdm24press / Comentarios desactivados en زمن كورونا في المغرب: همة المثقفين اقوى سلاح ضد هذه الجائحة
Categories: آخر الأخبار, الثقافة والفن, الرأي
غياب المساواة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية إسبانيا تفرض وضع الكمامات إلى حين القضاء نهائيا على كورونا
Recent Posts
- قنصل ” تاراغونا” تسلم العلم الوطني لقيادة الحرس المدني
- الرئيس الجزائري يجعل من الكراهية اتجاه المغرب “محددا أساسيا” لهويته ونهجه السياسي
- الوداد يهزم الرجاء في الديربي
- بعد تنامي ظاهرة سلب الأطفال… قنصلية برشلونة تحتضن يوما تحسيسيا
- “وسيط المملكة”: 482 تظلم من مغاربة الخارج
- المؤسسات المنتخبة بالصحراء تسقط عن «البوليساريو» أكذوبة «التمثيلية»
- إغلاق جميع المنافذ أمام البوليساريو
- البرلمان الأوروبي يرفع الحصانة عن الانفصالي بوتشيمون
- الجزائر ..الاستماع لوزير النقل الأسبق في قضية فساد
- السينغال..دعوة أفراد الجالية المغربية للهدوء وتوخي الحذر
Comments are currently closed.