-
حديث مع المبدعة فاطمة الزهراء المرابط
حاوره ا: عبد الكريم القيشوري.
يسعد موقع mdm24press أن يستضيف من خلال صفحة «الثقافة والفن» رئيسة جمعية «رونق المغرب» – الراصد الوطني للنشر والقراءة-القاصة والفاعلة الجمعوية فاطمة الزهراء المرابط من مدينة أصيلة المغربية؛ للحديث معها حول تجربتها الإبداعية والتدبيرية لجمعية أصبح لها وقعها في المشهد الثقافي المغربي نتيجة نضالات مريرة؛ لتثبيت فعل القراءة كاختيار؛ ونشر الإبداع المغربي كجودة وعطاء.. عن تجربتها في الإبداع والتدبير وأشياء أخرى؛ كان لنا معها الحوار التالي,
1) من تكون فاطمة الزهراء المرابط؟مبدعة تهوى الرحيل عبر الكلمات.
2) يقال إن أنوثة المرأة تدعم تميزها في الكتابة. هل هذا صحيح؟
لا أتفق مع هذا القول، قد تكون الأنوثة تيمة لها حضور في مختلف أعمال المرأة الإبداعية، لكنها ليست مقياسا لتميزها أو تفردها، فالتجارب العميقة والاحتكاك بالواقع الاجتماعي المعيش، ووضعية المرأة وطنيا وعربيا والقراءة المتواصلة هو الذي يمنح المرأة المبدعة نفسا وعمقا وتفردا في أعمالها.3) برأيك ماذا يميز المرأة عن الرجل إبداعيا من حيث جنس الكتابة؟
بالنسبة لي أعتبر الإبداع هو الإبداع لا علاقة له بجنس الكاتب، فعندما نطلع على إبداع ما نتفاعل مع متنه والرسائل التي يتضمنها بدون استحضار شخصية الكاتب التي قد تشوش على قراءتنا، قد يكمن الفرق في تناول الموضوع والقضايا من زوايا مختلفة لا غير.4) عُرِفت فاطمة الزهراء المرابط ككاتبة قصة. هل لها تجربة في مجال الشعر؟
من الطبيعي أن ينطلق الكاتب من عوالم الشعر قبل أن يتخصص في جنس إبداعي معين، وفاطمة الزهراء ليست حالة استثنائية، بدأت محاولاتها الشعرية خلال مرحلة الإعدادي والثانوي وحازت خلالها على عدة جوائز محلية وجهوية. لكن التجربة توقفت بعد هذه المرحلة، عندما أدركت أن الشعر أكبر مني، لكن هذا لا يعني أنني أحدثت قطيعة معه، فهو حاضر من خلال صور شعرية في قصصي القصيرة، كما أني كنت ولازلت عاشقة للشعر قراءة وتتبعا.5) اهتمامك بالكتابة السردية هل هو تصريف لتوتر أم بحث عن متعة؟
الكتابة قبل كل شيء سواء كانت سردية أو شعرية هي رسالة نبيلة نحاول العبور بها إلى مختلف شرائح المجتمع، وأي عمل إبداعي لا يحتوي على هذه الرسائل العميقة فهو عمل جاف لا يجد طريقه بسهولة إلى القارئ/ المتلقي، وهذا لا يتنافى مع ما يوفره الإبداع من متعة تنعش الذهن.
6) يقال بأن القراءة وحدها تخلق القارئ والكاتب/الشاعر/القاص.. كيف؟
لا كتابة بدون قراءة، القراءة وحدها تضمن استمرارية الكاتب فهي تساعده على الكتابة في عوالم مختلفة، تمنحه نفسا إبداعيا للتميز، وبدونها يسقط الكاتب في التكرار والدوران في حلقة ضيقة دون العبور والنبش في عوالم أخرى، القراءة تمكن الكاتب من الاطلاع على التجارب المختلفة وتطوير تجربته الخاصة، القراءة تنتج لنا مبدعا حقيقيا، وتخلق لنا قارئا متذوقا وناقدا.7) «رونق» هو مختصر لعنوان كبير: (الراصد الوطني للنشر والقراءة) هل هو جمالية الخلق والإبداع لإطار جمعوي يهتم بالقراءة والإبداع والنشر عملت القاصة فاطمة الزهراء المرابط على المساهمة في تحمل مسؤولية تدبير شؤونه؟ أم هو سد خصاص؟ أم قيمة مضافة للمشهد الثقافي المغربي؟
بداية أود الإشارة إلى أن «الراصد الوطني للنشر والقراءة» مشروع ثقافي تأسس بمبادرة ثلة من المبدعين والنقاد والإعلاميين المؤمنين بنبل الرسالة التي يقدمها الإبداع، وقد جاءت من أجل رد الاعتبار للكتاب المغربي، من خلال دعم الكتاب المغربي والاهتمام بالمبدعين وتحفيزهم على الاستمرارية عبر مجموعة من المبادرات والتظاهرات التي ينظمها «رونق المغرب» دون إغفال البرامج التي سطرها للتحفيز على القراءة والارتقاء بها إلى القراءة العارفة.
نحن لا نسد الخصاص بقدر ما نعتبر عملنا تكميليا وإضافة لمجموعة من التجارب النشيطة في هذا المجال.8) هل لجمعيات المجتمع المدني المهتمة بالثقافة دور في تحريك عجلة التنشيط الثقافي والاقتصادي.. وهل من إكراهات تعيق أجرأة برامجها؟
تلعب الجمعيات الثقافية دورا مهما في تحريك عجلة التنشيط الثقافي والاقتصادي، عبر تنظيم مجموعة الأنشطة الثقافية الجادة والهادفة وكذا استقبال ثلة من المبدعين المغاربة وغيرهم من مبدعي العالم العربي والغربي، ما ينعش المدينة المستضيفة ثقافيا واقتصاديا.
أما بالنسبة للإكراهات، هناك إكراهات وعراقيل كبيرة تواجه الجمعيات النشيطة، وخاصة الجمعيات الثقافية المستقلة عن الانتماءات السياسية والحزبية، على رأسها الإكراهات المادية واللوجيستكية، الأمر الذي يجهض مجموعة من المبادرات الثقافية الجادة.9) العديد من الجمعيات الثقافية تشكو من قلة الدعم – بل انعدامه – إن من الوزارة الوصية على الشأن الثقافي؛ أو من جهات مختصة. هل «رونق المغرب» يعيش نفس المشكل؟
«رونق المغرب»، هو جزء لا يتجزأ من النسيج الجمعوي المهتم بالثقافة وما يسري على الجمعيات الأخرى يسري عليه أيضا، وهذه ضريبة الإصرار على الاستقلالية عن أي تيار سياسي أو حزبي، وبما أن المؤسسات الرسمية المحلية مثل مجلس الجهة والجماعة الحضرية والولاية تنهج هذا الطريق، فإننا لا نحظى بالدعم وإن حظينا به فهو هزيل جدا مقابل الأنشطة الكبيرة التي ننظمها على المستوى الوطني، لذلك تظل وزارة الثقافة بصيص الأمل الوحيد الذي يشجع «رونق» في أنشطته على الرغم من بساطته لكنه يظل محفزا على الاستمرار.10) ماذا حقق «رونق المغرب» من خلال أنشطته القرائية ودورات الكتابة التدريبية ببعض المؤسسات التربوية بجهة الشمال؟ هل من أمل في تكريس الفعل القرائي في نفوس الناشئة؟
بداية أود الإشارة إلى أن الورشات التكوينية في الكتابة والتحسيسية بالقراءة امتدت إلى مختلف المدن المغربية، ولم تقتصر على جهة الشمال، وقد أعطت ثمارها ومنتوجها الذي نعتز به كثيرا من خلال حصول بعض المستفيدين من الورشات على جوائز إبداعية على المستوى الوطني والجهوي والمحلي (طنجة) في القصة والشعر، كما نشرت نصوصهم الإبداعية في كتب جماعية وعلى صفحات بعض المنابر الورقية الوطنية والمواقع الإلكترونية، كما خصص «رونق المغرب» في مجلته «الصقيلة» حيزا للشباب، فالتتبع والمواكبة التي يقوم بها «رونق» اتجاه المستفيدين الذين أثبتوا عن جدارة أنهم مشروع كتاب المستقبل.11) تجربة «رونق» في نشر الإبداعات من مختلف الأجناس، وتنظيم معارض وطنية للكتاب. هل لها من صدى؟
قد يكون النشر مغامرة بالنسبة لنا كغيرها من المغامرات الأخرى، لكن إصرارنا على رد الاعتبار للكتاب المغربي، والبحث عن الطاقات المبدعة الواعدة بمستقبل إبداعي مشرق، جعلتنا نساهم في نشر مجموعة من الأعمال أو تبنيها، والعمل على إشعاعها إعلاميا وتقريبها من القارئ، وقد حققنا نسبيا نوعا من النجاح على الرغم من الإكراهات والدليل على ذلك هو تضاعف عدد المبدعين الذين وضعوا ثقتهم فينا وفي المساهمة التي نقدمها في هذا المجال.
والجدير بالذكر، أن هذه الإصدارات تعرض على لجنة القراءة قبل طبعها وإخراجها للنور، وذلك حفاظا على جودة الكتاب شكلا ومضمونا، أما بالنسبة للمعرض الوطني للإبداع والكتاب الذي دأب «رونق المغرب» على تنظيمه منذ ثلاث سنوات، فهو تجربة أخرى هدفها تقريب الكتاب من القارئ بدون وساطة المكتبات ودور لنشر، إذ فتح المجال أمام الكاتب لعرض منتوجه الإبداعي مباشرة، كما يعرف المعرض مجموعة من الأنشطة الموازية بحضور ومشاركة ومواكبة ثلة من المبدعين، ويعتبر المعرض محطة مهمة في رصيدنا الثقافي، وتجربة سابقة في تاريخ المعارض الحصرية على المؤسسات الرسمية التابع لوزارة الثقافة.– كلمة أخيرة.
أتمنى أن يتمكن الكتاب المغربي من الحفاظ على جودته شكلا ومضمونا أمام انتشار المطبعات غير المتخصصة وتغييب لجان القراءة من دور النشر.1 enero، 2017 / mdm24press / Comentarios desactivados en حديث مع المبدعة فاطمة الزهراء المرابط
Categories: آخر الأخبار, اخبار الوطن, الثقافة والفن, الرأي
القرى المنجمية الفوسفاطية بخريبكة : حطان * بوجنيبة * بولنوار و تهميش ابناء متقاعدين ارتفاع حصيلة قتلى اعتداء اسطنبول واستمرار البحث عن منفذه
Recent Posts
- قنصل ” تاراغونا” تسلم العلم الوطني لقيادة الحرس المدني
- الرئيس الجزائري يجعل من الكراهية اتجاه المغرب “محددا أساسيا” لهويته ونهجه السياسي
- الوداد يهزم الرجاء في الديربي
- بعد تنامي ظاهرة سلب الأطفال… قنصلية برشلونة تحتضن يوما تحسيسيا
- “وسيط المملكة”: 482 تظلم من مغاربة الخارج
- المؤسسات المنتخبة بالصحراء تسقط عن «البوليساريو» أكذوبة «التمثيلية»
- إغلاق جميع المنافذ أمام البوليساريو
- البرلمان الأوروبي يرفع الحصانة عن الانفصالي بوتشيمون
- الجزائر ..الاستماع لوزير النقل الأسبق في قضية فساد
- السينغال..دعوة أفراد الجالية المغربية للهدوء وتوخي الحذر
Comments are currently closed.