mdm24press

«لا تكرهوا النساء فانهن المؤنسات الغاليات «

أميمة الادريسي

لقد رفض ديننا الحنيف العنف بكل صوره وأشكاله وصيغه وكان له أشد رفضا في مجال العلاقة مع المرأة ووصى بها خيرا وانزلها منزلة تشريفية حين قال عليه الصلاة و السلام » النساء شقائق الرجال …» فعلا ، فقد ابلين البلاء الحسن في شتى المجالات على كافة المستويات و الاصعدة منذ العصور الغابرة من التاريخ الى اللحظة التي نعيشها الان سويا، في جوي نضالي و تنديدي بصوت واحد «لا للعنف ضد المراه»و تخليدا لليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المراه ال25 من نفمبر الذي يحتفل به العالم تكريما للمراة …
اكثر من %70 من النساء في العالم تتعرضن للعنف في حياتهن و يعانين من هشاشة علمية و معنوية تجعلهن يقبلن العنف بشتى انواعه، و اعتبار السكوت و التسامح كردة فعل لذلك ، ما يجعل المعتدي و المعنف يتمادى في فعلته ، و يحدث هذا حالة فقد المراة لمن تلتجأ اليه ، فمقياس زيادة الوعي عند المرأة لمعرفة حقوقها الاجتماعية وفرض نفسها على المجتمع كونها انساناً كامل الأهلية ومعرفة ما لها و ما عليها ولمن تلجا ، يجعلها اقل عرضة للعنف و ينال المعنف جزاءه و عقوبته و بالتالي لن يتجرأ مرة اخرى على الإقدام على فعله الشنيع …‏
كذلك قوة الشخصية عند المراة تجعل لها صدا منيعا لا تتأثر بالعنف الخارجي ، وتعرف كيفية مواجهة مختلف المشاكل المجتمعية و الإقتصادية التي قد تؤدي بكرامتها و تمس بحقوقها .
و إن الصورة المسوقة للمرأة في موروثنا الثقافي مأخوذة من فترة معينة من تراثنا سادت فيها أقصى نظرات الدونية للمرأة في الوقت الذي نجد صورتها في العهد الاسلامي الأول استفادت من كل ماقدمه الاسلام من حقوق ومساواة مغيبة تماماً
وعليه يجب التأكيد على أن المرأة كائن مكمل للرجل ويجب تمكينها من نيل حقوقها وتحمل مسؤولياتها تجاه أسرتها ومجتمعها والتخلص من العادات والموروثات الشعبية السلبية .‏
فلاسلام بشكل عام وهو يرسم علاقة الأفراد بعضهم ببعض حرص على أن تكون هذه العلاقة منسوجة بالأخوة والتعاون والحب والتراضي ورفض أن يداخلها أدنى شيء من تناحر أو تلاعن او شتم أو سباب ويصر على أن تكون الكلمة الطيبة والبسمة المؤنسة والطوية النظيفة هي العناوين التي يجب أن تحكم حركة المجتمع، ولعل من المناسب هنا أن نتوجه الى المسلمين كافة بالدعوة الى التطبيق وتحويل المقول الاسلامي الى واقع وترجمة الخطاب الاسلامي الى فعاليات ملموسة وإلا فسنبقى قابلين لأي اتهام لأن العبرة بالعمل ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون)
فهناك كلام كثير يقال عن المرأة، لكن ما يمارس يختلف ويناقض ما يقال، فمن المهم إذن أن يتطابق القول والممارسة في معاملة المرأة.
فلإسلام الذي دعا الى القول الحسن مع الناس كافة ( وقولوا للناس حسنا) كما قال القرآن الكريم يستحيل عليه أن يقر عنفا مع المرأة ، الإسلام الذي قال قرآنه ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) يأبى أن يتعامل اتباعه فيما بينهم بالعنف .‏..
إن مايجب تثبيته في ميدان العلاقة مع المرأة بشكل عام هو الحنان والوداد والعشرة بالمعروف والعطف والسماحة ولامجال على الإطلاق لعنف مادي أو نفسي أو اجتماعي…
و هنا يمكن أن تبرز أدوار المنظمات الحكوميه و الغير الحكومية و الجمعيات الحقوقية و النشطاء و الفاعلين المدنين في اخد زمام المبادرة و توعية المجتمع و توفير مراكز للاستماع لتوجههن و حمايتهن و يجب أن تتظافر الجهود للقضاء على هذا الوباء العالمي الذي لم تسلم منه حتى الدول الاكثر تحضرا …

Categories: آخر الأخبار, الرأي

وفاة فيدل كاسترو أقدم زعيم شيوعي في العالم تقدم للجيش السوري في حلب