-
المغرب في موقع دولي جيد في ملف الصحراء
على مسافة أقل من شهر من مناقشة مجلس الأمن الدولي لملف الصحراء ، وتقريره في مصير بعثة المينورسو، يبدو المغرب أكثر تحكما في موازين القوى و ينتشي حاليا بالانتصار الدبلوماسي الذي حققه بحزمه في جولة النزال السياسي التي جمعته بالأمين العام للأمم المتحدة .
المستجدات المتعاقبة تبرز قدرة المملكة على استيعاب الضربات الأخيرة المتتالية و تحويلها الى مكاسب في صالحها مدعومة بإجماع شعبي شامل كان له تأثير كبير في إسناد الموقف المغربي , الرباط تجاوبت أول أمس الثلاثاء مع دعوة صادرة عن مجلس الأمن الدولي من أجل مباشرة حوار حيال ملابسات التداعيات الحالية في أزمة الرباط وبان كي مون ، و أكدت مواصلتها بشكل ملتزم وبناء التفاعل مع أعضاء مجلس الأمن الدولي المملكة و بالقدر الذي عبرت فيه عن استعدادها للانخراط في حوار مسؤول وشامل وبناء حيال الأزمة التي تسببت فيها التصريحات الخطيرة والأفعال
غير المقبولة الصادرة عن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة إلا أنها رفضت أن تمنح الأمم المتحدة شيكا على بياض و تعمدت الاحتفاظ بالعديد من أوراق الضغط و خاصة تلك المتصلة بالانزلاقات المسجلة على بان كي مون لتوظيفها في حالة بروز نوايا انتقامية مبيتة للأمين العام الأممي من خلال مسودة التقرير السنوي الذي سيسلمه قريبا لمجلس الأمن .
الرباط علقت على ما صرح به المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين الماضي من كون تصريحات بان كي مون الأخيرة حيال الصحراء التي أثارت غضب المغرب ووترت العلاقات، لم تكن متعمدة وأنه يأسف ل»سوء فهمها» بلغة صارمة و صادمة أيضا لبان و معاونيه الأقربين الذين تجندوا لأيام داخل كواليس الامم المتحدة من أجل الإضرار بمصالح المملكة ، مشددة على أن التصريحات والتصرفات غير المقبولة للأمين العام للأمم المتحدة، خلال جولته الاخيرة في المنطقة، لا يمكن اختزالها في مجرد «سوء تفاهم»، بل يتعلق الأمر بتصرفات غير مسبوقة من حيث خطورتها «لا يمكن تبريرها ولا محوها» .
مبعث هذه اللغة الغاضبة في رأي المتتبعين ، ينبع من إدراك الرباط للدور الفعال و المتعمد الذي لعبه بان كي مون من أجل إشعال فتيل أشد و أخطر الأزمات بين الرباط و الأمم المتحدة ، ثم تأكد أن خطوة الإعراب عن الأسف و سوء الفهم هي في الغالب مناورة جديدة لفريق بان من أجل تفادي الضغط المسلط عليه من كبار مجلس الأمن.
المؤشرات تؤكد أن المملكة و بوساطة من الأعضاء الفاعلين بمجلس الأمن ، و خاصة باريس و مدريد و نيويورك قد يسمح قريبا لعودة لفرق المينورسو للصحراء في مقابل حصوله على ضمانات بضمان حيادها و عدم تفكير بان كي مون مجددا أو مبعوثه في تقييد المملكة بشروط مسبقة أو الدفع لتغيير جوهر انتداب البعثة الأممية .
إقليميا سجلت أول أمس الثلاثاء واقعة معبرة جرت أطوارها في قلب العاصمة الجزائرية التي استقبلت وزير الخارجية الفرنسي، و في جعبتها العديد من أوراق الضغط و الابتزاز و المقايضة لحمل باريس على نفض يدها من الرباط ، وتغيير موقفها الثابت من ملف النزاع المفتعل .
جون مارك أيرو وجه في قلب العاصمة الجزائرية صفعة مدوية لحكام الجزائر حين شدد بتعابير صريحة أن موقف فرنسا لم يتغير من قضية الصحراء و أفحم وزير الخارجية الجزائري لعمامرة الذي ظل يضغط لتضمين البلاغ المشترك فقرة تؤيد تقرير المصير حيث خاطبه أمام الصحافيين قائلا أن الموقف من قضية الصحراء هو أحد مواضيع الخلاف الرئيسية في السياسة الخارجية لكل من باريس و الجزائر .
وزير الخارجية الفرنسي كشف بأن باريس باشرت خلال الأسابيع الماضية جهود حوار لتهدئة العلاقة بين المغرب و الأمم المتحدة و ملمحا الى أن فرنسا تؤيد عودة سريعة لفرق المينورسو و تأمل أن يتم تجديد عهدتها التي تنقضي قريبا.31 marzo، 2016 / mdm24press / Comentarios desactivados en المغرب في موقع دولي جيد في ملف الصحراء
Categories: آخر الأخبار, اخبار الوطن, السياسة
صفقة سريّة بين النظام السوري و»داعش» حول تدمر قراءة في مضامين بعض الصحف
Recent Posts
- قنصل ” تاراغونا” تسلم العلم الوطني لقيادة الحرس المدني
- الرئيس الجزائري يجعل من الكراهية اتجاه المغرب “محددا أساسيا” لهويته ونهجه السياسي
- الوداد يهزم الرجاء في الديربي
- بعد تنامي ظاهرة سلب الأطفال… قنصلية برشلونة تحتضن يوما تحسيسيا
- “وسيط المملكة”: 482 تظلم من مغاربة الخارج
- المؤسسات المنتخبة بالصحراء تسقط عن «البوليساريو» أكذوبة «التمثيلية»
- إغلاق جميع المنافذ أمام البوليساريو
- البرلمان الأوروبي يرفع الحصانة عن الانفصالي بوتشيمون
- الجزائر ..الاستماع لوزير النقل الأسبق في قضية فساد
- السينغال..دعوة أفراد الجالية المغربية للهدوء وتوخي الحذر
Comments are currently closed.