-
لماذا تصر الجزائر على دعم البوليساريو ماديا وسياسيا؟
أن تبدي دولة ما تعاطفها مع قضية ما لاعتبارات إنسانية واجتماعية وغيرها فهذا أمر مفهوم، بل أن يصل الأمر إلى حد الإدانة الشفوية وشجب الموقف فهذا معمول به كثيرا بل هو الموقف الأكثر شدة في لهجته من قبل الدول العربية كلما تعلق الأمر بشجب وإدانة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
لكن موقف الجارة الشرقية للمغرب، الجزائر، من قضية استرجاع الصحراء المغربية تعدى كل تلك الحدود بل ووصل به الأمر إلى تبني موقف المدافع والداعم المادي واللوجستيكي والسياسي لأطروحة الانفصال التي يقودها قادة التنظيم بزعامة محمد عبدالعزيز المراكشي المغربي المنشق.
حاولنا فهم موقف الجزائر من عدة زوايا لكن طرحهم القائم على أنشودة: دعم الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ومحاربة الاستعمار في أفريقيا، ووصفهم للقضية على أنها تصفية آخر المستعمرات في أفريقيا، يدعونا للتساؤلات الآتية: أين كانت الجزائر
قبل 1975 تاريخ استرجاع المغرب لأراضيه المحتلة بعد خروج المستعمر الإسباني؟ ما دخل الجزائر في شؤون داخلية لدولة جارة والمفروض شقيقة لم تقتطع شبرا واحدا من أراضيها؟ أليست الثغور المغربية المحتلة ، مليلية وسبتة والجزر الخالدات مثلا من باب أولى أن تحظى بوقفة الجزائر الحريصة على تسوية الاستعمار في أفريقيا؟ أليس الشعب الجزائري المقهور أولى بتلك الأموال التي تصرف من خيراته على شرذمة الانفصال؟
أسئلة وغيرها لا تجد جوابا واضحا من الجزائر فقط لأن الهدف من ذلك الدعم واضح وضوح القمر في ليلة النصف، ألا وهو خلق دولة تابعة وخاضعة وهمية حتى تكون منفذا بحريا على الواجهة الأطلسية والحسد والحقد الدفين من «الأشقاء» في الجزائر تجاه «إخوانهم» في المغرب الذين أظهروا الدعم الحقيقي والجهاد بالغالي والنفيس في الدفاع عن إخوانهم الجزائريين في حرب التحرير من المستعمر الفرنسي كما تؤكد ذلك كل كتب التاريخ.
تسريبات موقع ويكيليكس على لسان الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي كشفت على جانب مهم من موقف الجزائر العدائي للمغرب وكيف أنها على عكس كل الدول العربية والمغاربية تبذل قصارى جهدها لمحاربة المغرب في قضيته الوطنية، وكيف أنه حتى ليبيا الراحل القذافي، المعروف في وقت سابق بعدائه للمغرب، أرادت حل القضية بمعية تونس وموريتانيا ولكن الجزائر ظلت تمتنع، وضحت بالاتحاد المغاربي من أجل موقفها «البطولي لنصرة عصابة البوليساريو»، وكيف أنها تتحمل وحدها مسؤولية إفشال وعرقلة وحدة المغرب العربي وأن كره الجزائر لجيرانها في المغرب أعمى بصيرتها وجعلها تنصب نفسها محاميا فوق العادة على أناس انفاصاليين لديهم مشكلة مع بلدهم الأم وكان من باب أولى بالجزائر وحكامها الاتصاف على الأقل بالحياد في هذه القضية.
إننا ننصح الجزائر أن تلتفت إلى أمورها الداخلية وأن تترك المغرب وشأنه لأن المغرب لم يسطو على شبر واحد من أراضيها ولم يتدخل أبدا في شؤونها الداخلية، وإلا فإن من السهل جدا اللعب على أوتار الانفصال واحتواء المعارضة القبايلية لتقرير مصيرها وتخليصها من الاستعمار الجزائري وكذلك الأمر بالنسبة للطوارق والأزواد.
رسالتنا لهم إن الصحراء مغربية ليس بالشعارات ولكن بالفعل وأن ما يفكرون به هو أضغاث أحلام ولن يتحقق لهم ما يريدون لأن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها ومن تعجبه حياة الذل والهوان من مغاربة الصحراء فما عليه إلا أن يسلم الجواز ويلتحق بمخيمات الحمادات في تندوف حيث «الكرم الجزائري» الذي لن يطول سخاؤه، كما نقول للجزائر إن حلم إيجاد منفذ على المحيط لن يتحقق وسوف يتحول إلى كابوس إن لم يعودوا إلى رشدهم.نشر في أخبارنا
15 marzo، 2016 / mdm24press / Comentarios desactivados en لماذا تصر الجزائر على دعم البوليساريو ماديا وسياسيا؟
Categories: آخر الأخبار, السياسة
في الطريق الى قرطبة.. كتبت: ناريمان عواد استشهاد طيارين إماراتيين بتحطم طائرتهما
Recent Posts
- قنصل ” تاراغونا” تسلم العلم الوطني لقيادة الحرس المدني
- الرئيس الجزائري يجعل من الكراهية اتجاه المغرب “محددا أساسيا” لهويته ونهجه السياسي
- الوداد يهزم الرجاء في الديربي
- بعد تنامي ظاهرة سلب الأطفال… قنصلية برشلونة تحتضن يوما تحسيسيا
- “وسيط المملكة”: 482 تظلم من مغاربة الخارج
- المؤسسات المنتخبة بالصحراء تسقط عن «البوليساريو» أكذوبة «التمثيلية»
- إغلاق جميع المنافذ أمام البوليساريو
- البرلمان الأوروبي يرفع الحصانة عن الانفصالي بوتشيمون
- الجزائر ..الاستماع لوزير النقل الأسبق في قضية فساد
- السينغال..دعوة أفراد الجالية المغربية للهدوء وتوخي الحذر
Comments are currently closed.